کد مطلب:174220 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:299

الحسین وارث الانبیاء
وسیّد الشهداء ابو عبدالله الحسین (ع) وارث هذه المسیرة الحضاریة الربّانیة الضخمة التی تمتد عبر حیاة وجهود ودعوة الانبیاء والمرسلین و الشهداء و الصدّیقین (ع)، وتاتی واقعة الطف امتداداً لهذا الجهاد التاریخی المستمیت مع الجاهلیة .

إن ّ الحسین (ع) یوم الطف كان امتداداً واختزالاً وتاصیلاً لهذه الحركة الربّانیة الممتدة فی عمق التاریخ .

وتاتی الخصائص الحسینیة التی جسّدتها واقعة الطف یوم عاشوراء امتداداً لهذه المواریث الحضاریة والاخلاقیة التی ورثها الحسین (ع) من اسلافه الطاهرین ـ الانبیاء و المرسلین و الشهداء والصدّیقین ـ فالإخلاص لله و التضحیة و البذل و العطاء والشجاعة و الصمود و الصرامة و الصبر وعزّة النفس وإباء الضیم ، والاستقامة فی الدعوة إلی الله و التمرّد علی الطاغوت و الرفض والتسلیم لله، وغیر ذلك من الخصائص الحسینیة التی تجسّدت فی معركة الطف ؛ لیست خصائص وظواهر فردیة ، وإنّما هی مواریث حضاریة و رسالیة عریقة ورثها الحسین (ع) من آبائه الطاهرین فی هذه المسیرة الربّانیة من آدم صفوة الله، و نوح نبی الله، وإبراهیم خلیل الله،و موسی كلیم الله، و عیسی روح الله (ع)، و من المصطفی رسول الله(ص)،و من علی بن ابی طالب (ع) ولی الله.

فالحسین (ع) حصیلة هذه المسیرة الحضاریة الإلهیة و نتیجتها و ثمرة هذه الشجرة المباركة .

و هذا هو سرّ اصالة و عراقة و قوّة وقعة الطف و ما تجلّی فیها من خصائص الحركة الربّانیة فی التاریخ و سرّ إستمرار و بقاء هذه الوقعة فی التاریخ .

كما ان الجیش الاُموی كان یرث فی ساحة الطف خصائص الجاهلیة من الظلم و الاستكبار و التهافت علی حطام الدنیا و القهر و القسوة و الإرهاب و الاضطهاد.